الأحد، 4 أغسطس 2019

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ

قال الله سبحانه وتعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ(197)لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة

ــــــــــ

يبين الله سبحانه في هذه الآيات ما يلي:

  1. الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ) وهذا سبب للحج فلا يجوز في غير أشهر الحج وهي: شوال وذو القعدة وتسعة أيام من ذي الحجة مع ليلة النحر.

      أما لماذا قلنا الحج لا يجوز في غير أشهر الحج فلأن ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ) أي وقت الحج أشهر معلومات كما ذهب إلى ذلك النحاة، فتمّ تخصيص هذه الأشهر من بين شهور السنة وكانت هي سببا للحج كأوقات الصلاة أسباب للصلاة، وكدخول شهر رمضان سبب للصيام.

      وقد قال ابن عباس “من السُّنَّة أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج”(1) وقول الصحابي: من السنة كذا في حكم المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا سيما قول ابن عباس وهو ترجمان القرآن.

      وأما لماذا قلنا إن نهاية شهور الحج هو التاسع من ذي الحجة مع ليلة النحر، فلأن التاسع من ذي الحجة هو يوم عرفة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الحج عرفة من جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تمّ حجه”(2)، في رواية لأبي داود: “من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج”(3)، ومن رواية الدارقطني: “الحج عرفة الحج عرفة”(4). وهذا يعني أن من فاته يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر دون أن يقف على عرفة فلا حجّ له. وليلة جمع أي ليلة مزدلفة.

      وحيث إن أشهر الحج هي أسباب للحج ولأن الحج يفوت بفوات يوم عرفة إلى فجر العاشر دون وقوف على عرفة فهذا يعني أن أشهر الحج تنتهي بطلوع فجر ليلة النحر.

  1. فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ 3 ) أي من ألزم نفسه بالحج فأحرم بالحج فيهن فيحرم عليه الرفث والفسوق والجدال في الحج.

      و(الرفث) هو الجماع أو الكلام به أمام النساء وما هو من لوازمه والفحش في القول.

      و(الفسوق) المعاصي أو السباب لقوله عليه السلام: “سباب المؤمن فسوق”(5).

      و(الجدال) الخصومة والمراء مع الرفقاء وذوي العلاقة في الحج.

      أما لماذا قلنا إنها حرام؛ فلأن قوله سبحانه: ( فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) نهي عن هذه الأمور، ولأن الله سبحانه يقول بعدها: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ) هذا المنطوق له مفهوم (وما تفعلوا من شرّ كذلك يعلمه الله) وهذا المفهوم فيه إشارة إلى أن الأمور السالفة في الحج (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) هي مما يغضب الله سبحانه، وفي المفهوم كذلك تهديد بالعقوبة فإن المفهوم (وما تفعلوا من شرّ كذلك يعلمه الله) يعني التهديد بالعقوبة وهي قرينة على الجزم، هذا بالإضافة إلى أن بعض هذه الأمور (كالفسوق) وصف مفهم يفيد الجزم في النهي فهو قرينة على النهي الجازم كذلك. وبذلك يكون النهي جازما عن هذه الأمور وأن فعلها حرام في الحج.

      وقد يقال إن هذه الأمور أو معظمها مما يحرم سواء في الحج أو في غيره، فلماذا خصت بالتحريم هنا كالفسوق مثلاً؟

      والجواب على ذلك أن هذا دليل على عظم الإثم عليها وشدة جريمتها في هذا النسك (الحج) في أشهر الحج، على نحو قوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) (الحج) و(الإلحاد بظلم) عليه عذاب أليم في الحج وغيره.

      وقوله سبحانه: (منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) (التوبة/36) والظلم حرام في الأشهر الحرم وغيرهن، وإنما هنا لبيان عظم الإثم في ذلك.

  1. وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ ).

      روى البخاري عن ابن عباس أن أناساً من أهل اليمن كانوا يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون ثم يقدمون فيسألون الناس، فنزلت الآية (وتزودوا) فهي بمعناها الحقيقي (وهو اتّخاذ الطعام للسفر).

      ولما ذكر الله سبحانه الزاد في السفر نبّه إلى ضرورة مصاحبة هذا الزاد المادي لزاد آخر هو خير الزاد، وهو هنا (زاد) بالمعنى المجازي أي خير مؤونة ودعم لكم وهو التقوى بالمعنى الشرعي أي خشية الله وطاعته.

      فهو إرشاد من الله سبحانه أن يتزود الحاج بالزاد المادي حتى يستعين به في سفره ولا يسأل الناس في الحج، ويضيف إلى هذا الزاد المادي -الطعام والنفقة – زاداً خيراً من الأول وهو تقوى الله وطاعته وخشيته وامتثال أمره سبحانه واجتناب نواهيه.

      ثم يختم الله سبحانه بخطاب عام لجميع أولي الألباب أن يتقوا الله، ووجه الله سبحانه الخطاب لأولي الألباب لأنهم هم الذين يدركون الخير من الشر ورحمة الله من عقابه وما ينفعهم في عيشهم وما يضرهم وبذلك يبتعدون عن معاصي الله ويتقربون إليه سبحانه بالطاعات ويكونون بذلك من المتقين.

  1. يبين الله سبحانه أن أعمال التجارة وما في حكمها كأن يؤجر دابته أو سيارته كلها مباحة للمحرم في أشهر الحج ولا تبطل حجه ما دام عقد النية وأحرم بالحج لله سبحانه وأداه بشروطه وأركانه.

      ولا يُقال هذه عبادة والنية شرط في صحتها‍‍! فإذا نوى بالحج أي أحرم بالحج فلا يجوز للمحرم أن يباشر أي عمل غير الحج، كما لا يجوز لمن أحرم بالصلاة أن يباشر أي عمل غير الصلاة.

      لا يقال ذلك لأنه لا قياس في العبادات، بل الأصل اتّباع النصّ الوارد في العبادة والتقيد به حيث ورد، فلا يقاس الحج على الصلاة. وكذلك فوقت الصلاة بعد الإحرام بها لا يتسع لغيرها فهو ضيق في هذه الحالة ووقت الحج بعد الإحرام به يتسع لغير أعمال الحج كما هو واقع مدة شهور الحج والمدة اللازمة لمناسك الحج.

      هذا بالإضافة إلى أن النص على إباحة التجارة في موسم الحج قد ورد في الكتاب بالآية المذكورة: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) أي تبتغوا رزقاً من ربكم كالربح في التجارة وغيره.

      وقد ورد في السنة كذلك كما أخرج أحمد عن أبي أمامة التيمي: “قال: قلت لابن عمر إنا نكري فهل لنا من حج؟ قال: ألستم تلبون؟ ألستم تطوفون بالبيت؟ ألستم تطوفون بين الصفا والمروة؟ ألستم… ألستم؟ قلت: بلى. قال: إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما سألت عنه فلم يدرِ ما يرد عليه حتى نزلت (ليس عليكم جناح…) الآية فدعاه فتلا عليه حين نزلت وقال: أنتم الحجاج”(6).

  1. بعد ذلك يبين الله في هذه الآية أن الحجيج إذا أفاضوا من عرفات إلى المزدلفة فليذكروا الله عند المشعر الحرام وليحمدوه سبحانه على هدايته لهم وتوفيقه لهم في أداء فريضة الحج وتعلمهم لأحكامها بعد أن كانوا من قبل – أي في الجاهلية – على ضلال يحجون على غير هدى ويشركون بالله ( وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ).

      (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ) أي إذا دفعتم أنفسكم بكثرة من عرفات، من فاض الماء إذا سال مُنصبا فهو من إفاضة الماء أي صبه بكثرة.

      و(عرفات) هنا ليست جمع لعرفة، بل نفس المعنى للمكان المعروف في الحج وهي اسم من لفظ الجمع فلا تجمع ولا واحد له، أي ليست هناك أجزاء في الموقف كلّ واحد منها تسمى (عرفة) ثم جمعت (عرفات) بل (عرفة) و(عرفات) بمعنى واحد علم على المكان المعروف، و(التاء) في (عرفات) ليست تاء التأنيث ولهذا صرف.

      (وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ ) أي إن كنتم من قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم لكم بالهداية، وبيان أحكام الشرع للحج وغيره، من الضالين.

      (المشعر الحرام) هي مزدلفة كلها كما قال ابن عمر – رضي الله عنهما – ويطلق على مزدلفة كذلك (جَمْع).

  1. وفي الآية الأخيرة يأمر الله سبحانه المسلمين سواء كانوا من قريش أو من غير قريش أن تكون إفاضتهم من عرفة إلى مزدلفة وليس من مزدلفة، أي أن يكون وقوفهم في عرفة وليس في مزدلفة، وفي ذلك إبطال لما اعتادته قريش في الجاهلية أن تقف في مزدلفة ولا تقف في عرفة كسائر الناس، فقد كانت قريش في الجاهلية لا تقف في عرفات حيث الحلّ بل تقف في مزدلفة لأنها من الحرم، ويقولون نحن قطّان بيت الله الحرام فلا نخرج من الحرم، وكانوا يُسمَّون (الحمس) ويقفون وقوفاً خاصاً في مزدلفة دون الناس، فقال الله في هذه الآية مخاطباً قريشاً وكلّ المسلمين (وليكن وقوفكم في عرفة حيث يقف سائر الناس) واستغفروا الله عن أخطائكم السابقة في عدم حجكم على هدى، والله سبحانه غفور لعباده المخلصين رحيم بهم.

      أخرج البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكانت سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله سبحانه: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ )(7). وعلى هذا المعنى يكون (ثم) عطف على ( وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ ) أي أن في الآيات تقديم وتأخير من حيث المعنى فكأن ترتيب المعنى على النحو التالي: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات وليس من مزدلفة كما كانت تصنع قريش في الجاهلية، فإذا أفضتم من عرفات ونفذتم أمر الله سبحانه فاذهبوا إلى مزدلفة واذكروا الله عند المشعر الحرام -أي مزدلفة- واحمدوا الله على هدايته لكم بعد أن كنتم قبل ذلك من الضالين غير المهتدين).

      وهنا قد يقول قائل: كيف يكون المذكور بعد (ثمّ) في ترتيب الوقوع قبل المذكور قبلها في الآية السابقة؟

      نحن نعلم أن (ثم) تفيد الترتيب في الأفعال مع التراخي بمعنى وقوع ما بعدها بعد ما قبلها على التراخي أي بعد مهلة.

      ففي الآية السابقة (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ) أي عند مزدلفة فالحجيج يكون قد وصل مزدلفة.

      وجاءت الآية الأخيرة (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) والذي يتبادر إلى الذهن من معنى (ثم) أن المعنى: وقد وصلتم إلى مزدلفة وبعد ذكركم الله وصلاة الفجر ادفعوا إلى (منى) أي المعنى المتبادر (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) هو: ثم أفيضوا من مزدلفة إلى منى.

      فكيف يكون معنى الآية حسب أسباب النزول: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) هو ولتكن إفاضتكم من عرفة وليس من مزدلفة، مع العلم كما قلنا إن (ثم) تفيد وقوع ما بعدها بعد ما قبلها وليس قبله؟

      والجواب على ذلك من وجهين:

      أ. إن ما رواه البخاري ومسلم حول نزول الآية يرجح أن معنى (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) أي أفيضوا من عرفة وليس من مزدلفة.

      ب. إن (ثم) تعني الترتيب مع التراخي وأن ما بعدها يكون من حيث الوقوع بعد ما قبلها، ولكن هذا ليس كلّ معناها، بل إنها تستعمل في غير ذلك فإن من استعمالاتها أن يكون ما بعدها من حيث الوقوع قبل ما يسبقها في الكلام ولكنه قليل في لغة العرب. فالعرب يقولون: (أعجبني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب). وهنا عطف بها (ما صنع أمس) على ما صنع اليوم أي عطف اللاحق على السابق بدون نسق التتابع بينهما، غير أن المعنى المشهور لها هو أن يقع اللاحق بعد السابق بمهلة بينهما، ولذلك فاستعمالها على نحو آخر يحتاج إلى قرينة، ويكون المقصود من هذا الاستعمال إبراز أمر مطلوب التركيز عليه لأن اختلاف النسق في الاستعمال من العربي الفصيح يكون لغرض وليس دون غرض.

      وبدراسة قول العرب السابق نجد أن القرينة الدّالة على أن ما بعد ثم سابق لما قبلها هو الاستعمال الصريح لكلمة (أمس) بعد (ثم) واستعمال (اليوم) قبل (ثم).

      أما الأمر المراد إبرازه في قولهم هذا فهو التقليل من قيمة ما صنعه اليوم، فظاهر الكلام مدح لما صنعه أمس وحقيقته ذمّ لقدراته فبدل التقدم بالعمل للأمام تراجع عن ذي قبل فكان عمل اليوم أدنى من عمل أمس.

      وفي الآية الكريمة فإنَّ القرينة هي سبب النزول فيما رواه البخاري ومسلم.

      أما الغرض المراد إبرازه فهو إبطال ما اعتادته قريش من الوقوف في مزدلفة وعدم ذهابهم للوقوف في عرفة فكأن الله سبحانه بعد أن ذكر في الآية السابقة إفاضتهم من عرفات إلى مزدلفة عاد فذكرهم أنّ هذه الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة واجبة على قريش كغيرهم من الناس .

ـــــــــــــــــــــ

(1) الدر المنثور: 2/526، تفسير القرطبي: 2/406، تفسير الطبري: 2/257.

(2) الترمذي: 814.

(3) أبو داود: 1664.

(4) الدارقطني: 2/241.

(5) البخاري: 46، مسلم: 97.

(6) الطيالسي: ص259 رقم 1909، الدر المنثور: 2/535.

(7) البخاري: 4248، مسلم: 1219، أبو داود: 1910، الترمذي: 884.

التدبر

قال الله عز وجل: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} التدبر علاج لأي شك في قلبك علاج الشكوك الإلحادية الشيطان نفسه هييجي يشككك عند الموت في وجود الله سبحانه وتعالى التدبر في الكون و القرآن هما العمود الفقري للهداية و التربية  التدبر في الكون هو اللي هيخليك تحس بلذة الذكر  التدبر هيخلي قلبك عايش مع جلال الله التدبر هو عبادة الأنبياء و الأولياء التدبر من أسباب اصطفاء الله للعبد قال الله عز وجل : {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ}  ربنا علم سيدنا آدم قاموس لمفردات الخلق على وجه الأرض كلها  ( سماء _ سحاب _ جبال_....) {عَرَضَهُمْ } يعني الأرض دي معرض للتدبر التدبر ييجي ازاي ؟! إنك تنظر و تتمعن في خلق الله و لسانك شغال في التسبيح التدبر إنك تعيش مع كل حاجة و تفكر في كل حاجة قال الله عز وجل :- {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} لازم تبص لكل حاجة بتحصل حواليك علشان توصل في الآخر إن كل شئ بيذكرك بالله لازم تستمر على النظر و التسبيح لحد ما قلبك يلقط و يحس اللي بيلقط في عبادة التدبر قلبه بينور 💡 القضية إن ربنا يخليك ترى قال الله عز وجل :- {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ}  اصدق وجاهد ليفتح الله عليك مش هتشوف الله الخالق في الدنيا لكن  انظر إلى المخلوق تصل للخالق كل شئ في الكون بيقولك هو الله  كل شئ في الكون ينطق بعظمة الله كل ورقة شجر  المفروض تحرك قلوبنا ماتكفوش عن التسبيح  أليس من خلق كل شئ بقادر على أن يحميك، يرزقك، يسعدك،  يعطيك
حازم شومان
رابط المادة: http://iswy.co/e29e55

الجمعة، 31 مايو 2013

تجربة رائعة [ للمحافظة على الصلاة ] لشاب ( عادي ) !!.

المسيطير

الإخوة الأفاضل :
الإخوة الأكارم :
استأذنكم بذكر تجربة رائعة رائدة مفيدة ... لصاحب لي اسمه ( سعيد ) ... وأرجو أن يكون في ذكرها النفع لمن كتبها ، وقرأها ، ونقلها.
( سعيد ) مضى من عمره 37 سنة تقريبا ... أي أنه شاب في عنفوان شبابه _ كما يقال_.
يمكن أن يقال عن ( سعيد ) بأنه شاب عادي جدا ... في مظهره وهيئته !!

( سعيد ) يصلي في مسجد يبعد قليلا عن مسجد حيِّنا .
ذهبت قبل قرابة الشهر للصلاة في مسجد ( سعيد ) فرأيته في الصف الأول بجوار المؤذن!!
ثم صليت في مسجدهم قبل أسبوعين ... فرأيت ( سعيد ) بجوار المؤذن !!
ثم صليت قبل أيام فرأيت ( سعيد ) بجوار المؤذن !!
فأعجبني حرصه ... وتعجبت من اجتهاده ومبادرته إلى الصلاة ...
خاصة أن مثله غالبا لا يفعل مثل فعله في المبادرة إلى الصلاة ..
تكلمت مع أحد جماعة مسجده ... فسألته عن ( سعيد ) فتبسم ثم قال :
( سعيد ) هذا ... نسميه في حينا ( حمامة المسجد )
فقلت : سبحان الله ... كيف ؟ ..!!
فقال : لا تكاد تدخل المسجد في أي فرض من فروض الصلاة إلا وتجد ( سعيد ) قد دخل قبلك ...
بل إنه يدخل قبل المؤذن بدقائق ... وفي جميع الصلوات ... دون استثناء ..
( .. قبل الأذان وليس قبل الإقامة .. )
فتعجبتُ منه ... وسألتُ نفسي :
كيف استطاع ( سعيد ) أن ينتصر على نفسه ... ويجاهدها ، ويغلبها على المبادرة إلى الصلوات ... ؟!.
فعزمت على سؤاله بطريقة غير مباشرة لأستفيد منه ... وأذكر طريقته لمن أراد أن يفعل مثل فعله .

صليت مع ( سعيد ) يوم السبت الماضي 26 / 2 / 1430هـ ... فوجدته كما عهدته ... بجوار المؤذن !!.
وبعد الصلاة أمسكت به ... ودار بيننا الحوار التالي :

بعد الصلاة أمسكت بالأخ ( سعيد ) وقلت له :
ما شاء الله عليك ... صليت في مسجدكم مرارا ... وأراك بجوار المؤذن ... كيف استطعت أن تتغلب على شيطانك ، وهواك ، ونفسك الأمارة ؟!.
فقال - على حرج - : الحمد لله ... منذ عقلتُ الصلاة ... وأنا على هذه الطريقة .
قلت له : كيف تفعل ... وماذا تفعل ؟!.
قال : أنا ولله الحمد ؛ تعودت على أن أكون في المسجد قبل الأذان ... فأضع المنبه قبل الأذان بـ ( 10 ) دقائق ... بحيث أتمكن من الوضوء ، واللباس ، والخروج إلى المسجد ... وقد نظمت وقتي على أن أدخل المسجد قبل الأذان ... وإن تأخرت فمع المؤذن !!.
قلت له : كيف تستطيع أن تترك مافي يديك قبل الصلاة ؟!.
فقال : كما قلت لك ... يجب أن أخرج من البيت بوقت يكفيني لأن أكون في المسجد قبل الأذان ... فإن كنت مع أولادي ... فيعرفون أني سأقوم قبل الأذان ... وإن كنت مع أصحابي فيعرفون أني سأقوم قبل الأذان .
فقلت له : ألا يثنونك عن المبادرة ؟!.
فقال : بلى ... ولكني عاهدت نفسي أن لا أستكين لأحد ... وأنا ولله الحمد مستمر على ذلك ... ولم يحصل أني تقاعست لأحد ... والفضل لله وحده .
فقلت له : ماذا تفعل إذا فاتتك الصلاة ؟!.
فقال : ماذا تقصد ؟!. ( لم يستوعب السؤال !!) .
فقلت له : كيف تكون نفسيتك إذا تخلفت عن الصلاة ؟.
فقال : أسأل الله أن لا يأتي ذلك اليوم !! ...
لكن إن حصل ... فستكون نفسيتي سيئة جدا ذلك اليوم !!.
فقلت له : إذن ...كم تختم القرآن في الشهر الواحد ؟!.
فقال - على حرج - : أختم ولله الحمد ... كل أسبوعين ( 3 ) ختمات ...
أي ( 6 ) ختمات في الشهر الواحد ... تزيد أو تنقص !!.

... ...
فقلت له : كيف تفعل في صلاة الفجر ؟.
فقال : قبل أن أنام ... أصلي ما تيسر !! ... ثم أنام ... وألبس الجوارب ، وأضع المنبه قبل الأذان بـ ( 15 ) دقيقة ... لأتمكن من الاستعداد للصلاة ... ثم أخرج إلى المسجد ...
ثم تبسم ، وقال :
وأحيانا أنتظر المؤذن في البرد القارس على هذه العتبة - وأشار إلى دَرَج المسجد - .
قلت : لماذ الجوارب ؟!.
فقال : المسح على الجوارب أقل وقتا من غسل القدمين ... وهذا يعطيني وقتا كافيا للخروج قبل الأذان !!.
قلت له : وكيف تفعل عندما تسهر ؟.
فقال : الحمد لله ... أنا لا أسهر ... وإن تأخرت في النوم ... فيكون نومي الساعة ( 11 )مساءا .
قلت له : والعلاقات الاجتماعية ... كيف تفعل بها ؟.
فقال : احضر المناسبات والحفلات ... لكن لا أحرص على الجلوس بعد الساعة العاشرة ... لأتمكن من الاستمرار في برنامجي اليومي .
قلت له : ألا تواجه تخذيلا من أحد ؟!.
فقال - متبسما - : كثير ... لكن ؛ ولله الحمد ... لم ألتفت لهم .

قلت له : كيف أنت مع المسجد ؟.
فقال : ولله الحمد ، أقوم على شؤونه ، أرتب المصاحف ، وأقوم بتطييبه ، وأنظف دورات المياه - أحيانا - ، وأحضر المناديل ، وأتابع صيانته - إن احتاج إلى ذلك - !!.
قلت له : هل حفظت شيئا من القرآن بجلوسك الطويل في المسجد ؟.
فقال : الحمد لله ، حفظت سورة الكهف ، ويوسف ، وهود ، والإسراء ، ومريم ، وطه ... جزء عم ... وجزء من تبارك ، وجزء كبير من سورة البقرة ، وأقوم بالفتح على الإمام أحيانا ... وأنا لا أعلم أين تكون الآية ، وفي أي سورة ؟... وهذا من فضل الله .

ثم قال لي :
الأمر كله يتعلق بتوفيق الله تعالى أولا ...
ثم العزيمة الصادقة الجازمة ..
قلت له : صدقت ... أصلح الله أحوالنا .

أسأل الله أن يوفقك الأخ ( سعيد ) ويحفظه ، ويعينه ، وييسر أمره ، ويزيدنا وإياه من فضله .

ولعلي أكمل مايتعلق بصلاة الجمعة ... وهو من أعجب العجب ... والله المستعان .
 


الإخوة الأفاضل :

منذ حدثني ( سعيد ) عن قصته ... واسمه ورسمه لا يغادر فكري عند اقتراب موعد الصلاة ... أتذكره ، وأتذكره كلماته عند أذان المؤذن ، وعند المشي إلى الصلاة ، وعند النوم والاستعداد لصلاة الفجر !!... كلماته لاتزال في أذني ... حرصه ومبادرته لازالت تؤنبني ... وتوبخني ... لماذا لا أكون مثله ؟!.

يوم الثلاثاء الماضي 6 / 3 / 1430هـ ... ذهبت إليه مرة أخرى ... لأكمل بقية التحقيق :) وأسأله عن حاله مع صلاة الجمعة ، وتدبره للقرآن ... فحرصت على التبكير إلى مسجده ، فدخلت بعد المؤذن فوجدته في المسجد كالعادة !!. ( ماشاء الله ) .

أمسكت به بعد الصلاة ، وتحادثنا عند العتبة إياها ... :).

قلت له - بعد تمهيد - : كيف أنت مع صلاة الجمعة ، ومتى تذهب إليها ؟.
قال : أذهب إلى صلاة الجمعة الساعة ( 9.45 ) دقيقة تقريبا !!... والحمدلله .
قلت له : كيف ؟!.
قال : أستعد للصلاة من الساعة ( 9 ) تقريبا ... ثم أذهب إلى الجامع من الساعة ( 9.30 ) إلى ( 9.45 ) ... أهم شيء أكون في المسجد قبل الساعة ( 10 ) .
قلت له : والأهل ، هل يقولون شيئا ؟!.
قال : نعم ؛ يقولون لماذا تذهب الآن ؟ ... لازال الوقت مبكرا !! ... لكن كما قلت لك : حددت الوقت والتزمت بما عاهدت نفسي عليه .
قلت : هل هناك أحد غيرك ؟.
قال : نعم يأتي بعدي رجلان ... قبل الساعة ( 10.30 ) .
قلت له : كم تقرأ ؟.
قال : أقرأ ( 3 ) إلى ( 4 ) أجزاء ... ولله الحمد .
قلت له : ألا يأتيك الشيطان ، ويقول لك : لماذا تبكر ؟!.
فتبسم وقال : إن أتاني الشيطان ... قدّمتُ الوقت إرغاما له ... حتى أني أذهب أحيانا الساعة ( 9 ) ... أي قبل الوقت الذي حددته ... " وقال لي قاعدة جميلة بهذا الخصوص ... سأذكرها في وقتها بإذن الله" .

بعد هذا اللقاء ... قلت لنفسي ... ولم أقل له : ( مالت على حالنا ... أصلح الله حالنا ) .

" فمن منا ينافس الأخ ( سعيد ) لصلاة الجمعة غدا ؟."

ثم سألته عن التدبر ... وسأجعلها في مشاركة مستقلة بإذن الله .

 


خاطرة :

ليعلم الأفاضل بأني لم أكتب القصة ... ليقف أثرها عند التعجب من حال ( سعيد ) ... فقط !!.

ولكن :

ذكرتها لتكون دافعا لي ولك للمبادرة إلى الصلوات ... والحرص على الطاعات ... وقراءة كتاب الله وحفظه وتدبره .

ولنعلم أيضا بأن فعل الأخ ( سعيد ) توفيق من رب العالمين ...
ولو صدقنا مع الله ... وسألناه سؤال صدق بأن يصلح قلوبنا وأعمالنا ... ويوفقنا للمبادرة إلى ماوُفق له الأخ ( سعيد ) وغيره ... فسنجد خيرا كثيرا بإذن الله .

طلب :


لاتقل سأفعل بعد أيام ... بل أقول لك " الآن "
ولاتقل صعب !! ... وأقول لك " طيب ... جرب "
ولاتقل كيف ؟!... وأقول لك " مهوب شغلك "

ضع بصمتك في صلاة الفجر


الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

الصوم الشيخ محمد حسان

الصوم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ([1])

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ([2])

يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا([3])

أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل

بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.

أحبتى في الله:

لقد كان موضوع خطبتنا الماضية ( وصايا رمضانية ) واليوم بإذن الله وعونه وحوله وطوله وتوفيقه فإن

موضوعنا اليوم هو: (( من أحكام الصيام ))

وسوف ينتظم حديثى مع حضراتكم في العناصر التالية:

أولاً: معنى الصيام وحكمته.

ثانياً: أركان الصيام.

ثالثاً: مبطلات الصيام.

رابعاً: رخص الصيام وآدابه.

وأخيراً: أخطاءٌ في الصيام.

أولاً: معنى الصيام وحكمته

الصيام لغةًّ: هو الإمساك والكفُ عن الشيء كما قال تعالى حكاية عن مريم عليها السلام : إني نذرت للرحمن صوماً أى إمساكاً عن الكلام والصيام


شرعاً: الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية ، أما حكمة مشروعية الصيام: فهي كثيرة ولله الحمد.

فما من عبادة شرعها الله لعبادة إلا لحكمة بالغة عَلِمَها من علمها وجَهِلَها من جهلها وليس جهلُنا بحكمة

شىء من العبادات دليلاً على أنه لا حكمة لها بل هو دليلٌ على عجزنا نحن إدراك حكمة اله سبحانه

وتعالى القائل: وما أوتيتم من العلم إلا قليل

ومِنْ ثَمَّ فإن من أعظم حكم الصيام أنه سبب للتقوى كما قال سبحانه وتعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ([4]).

والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين من خلقه.

وهي كما عرفها ابن مسعود :

أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى .. ، وأن يشكر فلا يكفر .

وعرفها طلق بن حبيب بقوله:

التقوى هى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ..، ترجو ثواب الله ..، وأن تترك معصية الله.. ،

على نور من الله .. ، تخافُ عقابَ الله.

والصومُ من أعظم العبادات التى تهيئ النفوسَ لتقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

لأن الصوم أمرٌ موكولٌ إلى نفس الصائمِ، وضميره، إذ لا رقيب عليه إلا الله.

ومن هنا قال الله تعالى في الحديث القدسي: « كلُ عمل ابنِ أدمَ له، إلا الصومِ فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يُرْفُثْ، ولا يَصْخَب، فإن شاتمه أَحَدٌ أو قالتهل، فليقل : إنى صائم ، إنى صائم، والذى نفس محمدٍ بيده، لخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فَرِحّ بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه » ([5]).

ومن حكمة العظيمة تربيةُ النفس بكفها عن شهواتها والحدَّ من كبريائها حتى تخضع للحقِ وتلين للخلق.

ومن حِكمِه البليغة تذكيرُ الأغنياء الذين يرفلُون في نعم الله جل وعلا بأن لهم إخواناً لا يتضورون جوعاً في نهار رمضان فحسب بل في جميع أيام العام..!! بل ومنهم من يموت جوعاً . ومِنْ ثِمَّ يتحركُ أصحابُ القلوبِ الحيةِ والنفوسِ الأبية للبذل والإنفاق والعطاء.

أما فوائدُ الصيام الصحية فلا يجهلُها أحد .

فما أعظمَ حكمةَ اللهِ وأبلغَها وصدق الله إذ يقول: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير ُ ([6]).

ثانياً : أركانَ الصيام

الركن الأول – النية :

وهى ركن في جميع العبادات وهى عمل من أعمال القلب لقوله سبحانه:وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ([7]).

ولقوله في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب:

« إنما الأعمال بالنيات وإنما لك امرئ ما نوى.... » ([8])

ويرى جمهور الفقهاء تبيت النية ليلاً فى صيام الفرض لما رواه أصحاب السنن بسند صحيح عن حفصه رضى الله عنها أن النبى قال : « من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له » ([9])

وهذا خاص بصيام الفرض أما صيام النوافل فلا يجب فى تبييت النية من الليل ، بل يجوز بينة من ليل أو نهار ، إن لم يكن قد طعم شيئاً للحديث الذى رواه مسلم وغيره من حديث عائشة رضى الله عنها قالت :

دخل على النبى ذات يوم فقال " هل عندكم شئ . قلنا : لا ، قال : فإنى إذاً صائم ، ثم أتانا يوماً آخر ، فقلنا : يارسول الله أهدى لنا حيس ([10]) فقال « أرنييه فلقد أصبحت صائماً فاكل» ([11])

وهنا سؤال : هل تكفى نية واحدة لصيام الشهر كله ؟

والجواب أن العلماء قد اختلفوا فى ذلك على قولين :

الأول : للمالكية حيث قالوا بأن نية واحدة فى اول الشهر تكفى لصيام الشهر كله.

أما القول الثانى وهو الراجح والله تعالى أعلى وأعلم وهو قول جمهور الفقهاء حيث قالوا لابد من تبييت النية لكل يوم.

ومن رحمة الله تعالى أنه لا يشترط التلفظ بالنية وأنما يكفى أن ينوى بقلبه. فضلاً عن أن سحوره يعتبر نية والحمد لله على تيسيره وفضله هذا هو الركن الأول من أركان الصيام.

الركن الثانى – الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس :

لقوله سبحانه : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ )([12])

والمراد بالخيط الأبيض . والمراد بالخيط الأسود سوادُ الليل لما ورد فى الصحيحين من حديث عدى بن حاتم :

قال لما نزلت هذا الآية : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى ) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتى فجعلت أنظر فى الليل فلا يستبينُ لى ، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله فأخبرته فضحك النبى وقال : " إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو سوادُ الليل وبياض النهار" ([13])

ولا شك أن الركن الثالث هو الصائم نفسُه ويشترط أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً قادراً على الصوم وهذا بَيّن للجميع بإذن الله.

ثالثاً : مبطلات ُ الصيام

ونبدأُ بأشدها وأكبرها إثماً وهو :

أولاً : الجِماع :

فمتى جامع الصائمُ فى نهار رمضان بَطل صومُه ووجب عليه القضاءُ والكفارة المغلطة وهى :

عتق رقبة مؤمنة. فإن لم يجد فصيام ُ شهرين متتابعين لا يُفطر بينهما إلا لعذر شرعى ، كأيام العيدين ، أو لعذر حسى كالمرض ، فإن أفطر لغير عذر ولو يوماً واحداً ألزمه أن يستأنف الصيام من جديد مرة أخرى ليحصل التتابع.

فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.

وأختلف الفقهاء فى حكم الكفارة هل هى على الترتيب أم على التخيير والراجح أنها على الترتيب وهو ما ذهب إليه الجمهور.

والدليل على ذلك ما رواه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة قال : "بينما نحن جلوس عند النبى إذا جاءه رجل فقال : يارسول الله هلكت .!

وفى رواية فى الصحيح أيضاً قال : يارسول الله احترقت !

فقال النبى : مالك ؟

فقال : وقعت على أمراتى وأنا صائم.

فقال رسول الله : هل تجد رقبة تعتقها ؟

قال : لا

قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟

قال : لا

قال : فهل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟

قال : لا

قال : فمكث النبى فبينما نحن على ذلك أتى النبى بعرق (أى بمكتل) فيها تمر.

فقال النبى : أين السائل . وفى راوية عائشة أين المحترق آنفاً

فقال : أنا يا رسول الله.

قال : خذ هذا فتصدق به.

فقال الرجل : على أفقر منى يا رسول الله ؟ ! فو الله ما بين لابيتها (أى المدينة) أهل بيت أفقر من أهل بيتى فضحك النبى حتى بدت أنيابه ثم قال : أطعمه أهلك" ([14])

واختلف الفقهاء أيضاً على ثلاثة أقوال فى حكم المرأة التى يكرها زوجها على الجماع فى نهار رمضان.

والراحج والله اعلم أن عليها القضاء فقط ، دون الكفارة إذا أجبرها الزوج ، ولم يثبت دليل صحيح يلزمها بالكفارة.

ثانياً : إنزال المنى باختياره بتقبيل أو لمس استمناء باليد أو غير ذلك :

لأن هذا كله من الشهوة التى لا يكون إلا باجتنابها كما فى الحديث القدسى الذى رواه البخارى وفيه : "يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلى" ([15])

* فمن أنزل منياً بشهوة فى نهار رمضان بطل صومه ، ووجب عليه القضاء فقط إذ لم تثبت الكفارة إلا فى الجماع فقط ، ولا حجة لمن قال بخلاف ذلك. والله أعلم.

* أما الإنزال بالاحتلام . فلا يبطل الصوم لأن الاحتلام بغير اختيار من الصائم . فماذا نام الصائم فى نهار رمضان ثم استيقظ ، فرأى أنه قد أحتلم، فليغتسل وليتم صومه وصيامه صحيح ولا شئ عليه.

* أما إن قبل الصائم زوجته أو باشرها بدون إنزال فلا شى عليه ، وصيامه صحيح لما ورد فى الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها " أن النبى كان يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لإربه" ([16])

* ويبقى سؤال هام متعلق بهذا البحث وهو : ما حكم من جامع زوجته فى الليل ثم نام ولم يغتسل حتى أذن الفجر الجواب أن صيامه صحيح لما رواه البخارى ومسلم عن عائشة وأم سلمة رضى الله عنهما أن النبى كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم "([17]).

ثالثاً : من مبطلات الصيام الأكل والشرب عمداً :

لقوله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) ([18])

أما من أكل أو شرب فى نهار رمضان ناسياً فلا شئ عليه ، وصومه صحيح للحديث الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة أن النبى قال "من نسى وهو صائم ، فأكل أو شربَ فليتم صومَه ، فإنما أطعمه الله واسقاه" ([19])

رابعاً : من مبطلات الصيام القــئُ عمداً :

وهو أن يتعمد الصائم إفراغ ما فى معدته فإن فعل ذلك بطل صومه ويجب عليه القضاء ، أما من غلبه القئ بدون رغبةٍ منه ولا اختيار فلا شئ عليه وليتم صومه وصيامهُ صحيح. لما ورد فى الحديث الذى رواه الترمذى وأبو داود وصححه الحاكم فى المستدرك وصححه أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية فى كتابه "حقيقة الصيام" وفيه أنه قال :"من ذرعه القئ وهو صائم فليس عليه قضاه ومن استقاء فليقض" ([20])

خامساً : من مبطلات الصيام الحيـــضُ والنفـــاس ُ للمرأة:

فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس بطل صومها ، سواء كان فى أول اليوم ، أو فى آخره ، ولو قبل الغروب بلحظات ، ويجب عليها بعد الطهر أن تقضى ما فاتها من أيامها.

لما ورد فى صحيح مسلم من حديث عائشة رضى الله لما سئلت ما بال الحائض تقضى الصوم ولا تقضى الصلاة ؟ فقالت :"كان يصـيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة" ([21])

هذه هى اشهر المفطرات بإيجاز شديد.

رابعاً : من عناصر اللقاء رَخص الصيام وآدابـهُ

هناك رخص عديدة أمتن الله بها على عباده دفعاً للحرج ورفعاً للمشقة ومنها :

1- جواز الفطر فى نهار رمضان للمريض وكذا للمسافر الذى يشق عليه الصوم.

لقوله تعالى : وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ

بِكُمُ الْعُسْر ([22])

2- ومنها جواز استخدام السواك فى كل وقت للصائم ، قبل الزوال ، وبعد الزوال ، وهذا هو القول الصحيح إن شاء الله. واستدلال بعض أهل العلم بعدم الجواز بعد الزوال بحديث على مرفوعاً : "إذا صمتم فاستاكوا بالغدة ولا تستاكوا بالعشئ" فهو حديث رواه البيهقى والدار قطنى وهو حديث ضعيف جداً ([23])

فالسواك مشروع للصائم فى كل وقت وبخاصة فى المواضع التى ورد النص بذكرها وهى ستة :


1- الصلاة.

2- وعند الوضوء.

3- وعند دخول المنزل.

4- وعند الاستيقاظ النوم.

5- وعند قراءة القرآن.

6- وعند تغير رائحة الفم.

3- ومن الرخص أيضاً المضمضةُ والاستنشاق بدون مبالغة. خشية أن يصل شئ من الماء إلى الحلق فيبَطُلُ صومه بذلك. للحديث الذى رواه الترمذى والنسائي وأبو داود وأحمد من حديث لقيط بن صبرة أن النبى ، قال له : « وبالغ في المضمضة والاستنشاق إلا أن تكون صائماً» ([24]).

4- ومن الرخص أنه يجوز للمرأة أن تتذوق الطعام أثناء الطهى بشرط ألا يصل إلى جوفها.

5- ومن الرخص أن يجوز للصائم أن يخفف عن نفسه شدة الحر والعطش بالاغتسال والتبرد بالماء لماورد في الحديث الصحيح عن أبى بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبى قال : « رأيت النبى يصبُ الماء على رأسه وهو صائم من العطش أو من الحر» ([25]).

6- ومن الرخص أيضاً أنه يجوز للصائم إن احتاج أن يضع الدواء في أذنه أو عينه، حتى ولو وجد طعمه في حلقه، لأن ذلك ليس بأكل ولا شرب ولا بمعنى الأكل والشرب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

وكذا يرخص للصائم إن كان مريضاً بالربو أن يستخدم البخاخ في حال أزمة في النفس وليتم صومه،

وصيامُه صحيح لأن هذا البخاخ ليس أكلاً ولا شرباً ولا هو بمعنى الأكلِ و الشرب أيضاً ولله الحمد والمنة.

أما آداب الصيام فمنها:

1- السحور لقوله في الحديث الذى رواه البخارى ومسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة » ([26]).

ويتحقق السحور بقليل الطعام ولو بجرعة ماء والمستحب تأخيره لما ورد فى الصحيحين من حديث أنس عن زيد بن ثابت قال : تسحرنا مع رسول الله ، ثم قمنا إلى الصلاة.قلتُ (أى أنس) كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: «قدر خمسين آية» [27].

2-ومنها تعجيلُ الفطر لحديث سهل بن سعد في الصحيحين أن النبي قال:« لا يزالُ الناسُ بخير ما عَجّلوا الفطر» ([28]).

ومن السنة أن يكون على رطب فإن لم يجد فعلى تمر فإن لم يجد فعلى الماء.

3-ومن آدابه الدعاء عند الإفطار فإن الصائم لا ترد ومن أحسن ما ثبت عن النبي ما رواه أبو داود من حديث ابن عمر بسند حسن أنه كان إذا أفطر يقول:«ذهب الظمأ و ابتلت العروقُ وثبت الأجرُ إن شاء الله» ([29]).

4-ومن آداب الصيام الواجبة تركُ الغيبة والنميمة وقول الزور فإذا صامت بطنك أيها الحبيب عن الطعام والشراب فلتصم جميعَُ جوارحكِ عن جميع المعاصى والآثام.

أسال الله جل وعلا أن يجعلنى وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسن وأخيراً.. أخطاءٌ في الصيام.

لا ريب أن الصائمين من خير عباد الله تعالى لكنْ هناك بعضُ الأخطاء يقع فيها أيضاً بعضُ الصائمين ومنها:

1-أن منهم من يقبل على العبادة في أول رمضان إقبالاً طيباً فيحافظ على الصلاة مع الجماعة، ويحرص على قراءة القرآن، وإكثار الذكر، والاستغفار، ويحرص على صلاة التروايح ، فإذا انقضت الأيام الأولى، تكاسل، وانشغل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فتذكر أيها الحبيب قول النبي أحبُ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قل » ([30]).واذكر قوله: «إنما الأعمال بالخواتيم» ([31]).

2-ومن الأخطاء الكبيرة التى يقع فيها بعض الصائمين القسوة والفظاطة والغلطة، وسوءُ التعامل مع الموظفين أو الآخرين، بحجة أنهم صائمون.وهل الصوم يأمرك بالتصرفات المتشنجة؟ أو يحثك على استعمال الألفاظ النابية، أو يحضك على القسوة والفظاظة والغلطة، هيهات. . هيات. إن الصوم مدرسةٌ للتربية على كل فضيلة وخلق.

واذكر دوماً وصية النبي في الصحيحين:«والصيام جنة فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم.. إنى صائم » ([32]).

3-ومن الأخطاء التى يقع فيها بعضُ الصائمين أيضا أنهم يتخذون رمضان فرصة للنوم والكسل والخمول، فترى أحدهم ينام النهار كله وقد يضع الصلاة والعياذ بالله ثم يسهر الليل . وقد يحتج أحدهم بحديث ( نوم الصائم عبادة ) وهو حديث ضعيف([33]).

4-ومن الأخطاء الكبيرة التوسعُ الملفت في المآكل والمشارب والتخلص من الكميات الكبيرة الفائضة بإلقائها في سلسلة المهملات وهذا إسراف محرم وهذا بلا شك يناقض الحكمة من مشروعية الصيام أصلاً.

ورحم الله من قال : « إنكم تأكلون الأرطال، وتشربون الأسطال، وتنامون الليل ولو طال، وتزعمون أنكم أبطال؟!».

فالمقصود الاعتدالُ و إلا فنحن لا نحرّمُ طيبات ما أحل اللهُ لعباده.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل الله منا صيامنا وقيامنا وصلاتنا وزكاتنا إنه ولى ذلك ومولاه...

الدعاء.



(*) ألقيت هذه الخطبة بمسجد أم القرى بالسويس

([1]) سورة آل عمران: 102.

([2]) سورة النساء:1.

([3]) سورة الأحزاب: 70 ، 71.

([4]) سورة البقرة : 183.

([5]) متفق عليه:[ ص.ج 4328]، ] مختصر م: 571]، رواه البخاري (4/88-94) في الصوم، ومسلم رقم (1151) في الصيام، وأبو داود رقم (2363) في الصوم ، والترمذي رقم (764) في الصوم ، والنسائي (4/162-165) في الصوم.

([6]) سورة الملك : 14.

([7]) سورة البينة: 5.

([8]) متفق عليه: رواه البخاري ( 1/9/1)، (197/1515/3)، أبو داود(2186/284/6) والترمذي(1698/100/3)، وابن ماجة(4227/1413/2)، النسائي(59/1).

([9]) صحيح : (الإرواء : 914) ، رواه أبو داود رقم (2454) ، وابن حزيمة رقم (1933) فى صحيحه.

([10]) حيس: تمر يخلط بسمن وأقطن فيعجن شديداً / وربما جعل فيه سويق.

([11]) صحيح : (مختصر م : 63) ، رواه مسلم رقم (1154) فى لاصيام ، والنسائى (4/193- 195) فى الصوم ، والترمذى رقم (7333 ، 734) فى الصوم ، وأبو داود رقم (2455) فى الصوم ، وابن خزيمة (2141) فى صحيحه.

([12]) سورة البقرة : 187.

([13])متفق عليه : (ص . ج : 2275) مختصر البخارى رقم (930) ، ورواه مسلم رقم (1090) فى الصوم

([14]) متفق عليه : (الإرواء : 939) ، رواه البخارى (4/141-149و151) ، مسلم (3/139) ، وأبو داود رقم (2390) وغيرهم

([15]) صحيح : (ص.ج : 3877) ، رواه البخارى فى كتاب الصيام ، و أبو داود رقم (2363).

([16]) متفق عليه : (الإرواء : 934) ، رواه البخارى (1/480) ، مسلم (3/135) ، وأبو داود
رقم (2382) ، والترمذى (1/ 141) ، وابن ماجه (1687) وغيرهم

([17]) متفق عليه : (ص. ج : 4938).

([18]) سورة البقرة : 187.

([19]) متفق عليه : (الإرواء : 928) ، رواه البخارى (1/481) ، مسلم (3/160) ، وأبو داود
رقم (2398) ، وابن ماجه (1673) وغيرهم

([20]) صحيح : (ص.ج : 6243 ، الإرواء : 930) ، رواه أحمد (2/498) ، وأبو داود (2380) ، وغيرهم.

([21]) متفق عليه : رواه مسلم (335/265/1) وهذا لفظه ، والبخارى (321/421/1) ، والترمذى (130/87/1) وأبو داود رقم (259/444/1) ، وابن ماجه (631/207/1).

([22]) سورة البقرة : 185.

([23]) أنظر السلسلة الضعيفة : 401

([24]) صحيح: [ ص.د: 129، 130]، رواه أبو داود رقم ( 142،143،144) في الطهارة، والترمذى
رقم (38) في الطهارة، والنسائى(1/66)، وأحمد فى مسنده (4/33)، والحاكم (1/147، 148).

([25]) صحيح: [ ص.د:2072]، رواه أبو داود رقم ( 2348).

([26]) متفق عليه: [ ص.ج: 2943]، [ مختصر م م : 58 ] رواه البخارى (1923/139/4)، ومسلم (1095/77/2).

([27]) متفق عليه: رواه البخارى(1921/138/4)، ومسلم (1097/771/2)، والترمذى (699/104/2)، والنسائى (143/4).

([28]) متفق عليه: رواه البخارى (1957/198/4) ، ومسلم (1098/771/2)، والترمذى (695/103/2).

([29]) حسن: [ص.د : 2066] ، رواه أبو داود رقم (2357) في الصوم.

([30]) متفق عليه: (ص. ج : 163) ، رواه البخارى ومسلم رقم (783) فى الصلاة.

([31]) رواه البخارى (11/436) ، فى القدر ، وفى الجهاد ، وفى المغازى ، وفى الرقاق ، ومسلم
رقم (112) فى الإيمان من حديث سهل بن سعد الساعدى
.

([32]) تقدم ص72.

([33]) انظر السلسلة الضعيفة للألباني :4696.